تفسيـر سورة النمــــــــــل

[رند الناصري]

قصتنا اليوم
هي سورة النمل

سميت بهذا الاسم
لورود قصة عجيبة لنملة عجيبة
نملة تكلمت
وحذرت
وذكّرت
وشهدت
وعذرت

سورة النمل
إحدى سور ثلاث
نزلت متتالية
ورتبت في المصحف متتالية
وهي سور مكية
الشعراء – النمل – القصص

سور تنهج السور المكية
فتهتم بأصول العقيدة
الرسالة
البعث

وتسلك سلوك العظة والعبرة
عن طريق القصص
التي تتحدث عن الغابرين
وتبين دلائل القدرة الإلهية
من خلال آثار خلق الله وصنعه وفعله
وتبين أدلة التوحيد
وما حدث للأمم المكذبة
لعل وعسى
أن يتذكر من يسمع
وأن يعقل من يعلم

سورة النمل
اشتلمت على 5 قصص
وتناولت 5 أدلة

فيها قصة موسى
وقصة سليمان مع النملة
وقصة سليمان مع الهدهد وبلقيس
وقصة صالح
وقصة لوط

وتناولت 5 أدلة
أدلة على التوحيد
وأدلة على إبطال الشرك
وأدلة على اليوم الآخر وما يحدث فيه من أهوال
وأدلة على ماينال المكذبين والمنكرين من عذاب
وأدلة على وجود عبادة الله وحده

[رند الناصري]

(طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)


طس .. افتتحت سورة النمل بالحروف المقطعة
وهي من أسرار الله عز وجل
ومهما قيل في هذه الحروف
فهو استنتاج وصل إليه بعض العلماء
كتقريب للأذهان
أما حقيقة الحروف فلا يعلمها إلا الله

تلك آيات القرآن وكتاب مبين .. (تلك) إشارة للبعيد
هذه هي الآيات
لكن لعلو منزلتها وارتفاع شأنها فهي (تلك)
وكتاب مبين (من باب عطف الصفات بين القرآن والكتاب)
وسمي قرآنا لأنه يظهر بالقراءة
وسمي كتابا لأنه يظهر بالكتابة

وجاءت كلمة القرآن معرفة بأل
وجاءت كلمة كتاب نكرة للتعظيم بشأنه
مبين أي ظاهر واضح
لأن الله بين فيه الأحكام ووضح فيه الحلال والحرام
وأمر ونهى

وقال البعض أن الكتاب هو اللوح المحفوظ
وقدم القرآن على الكتاب
لأن علمنا بالقرآن سبق جهلنا باللوح المحفوظ
والله أعلم

هدى وبشرى للمؤمنين... جاء بالمصدر بدلا من اسم الفاعل
ولم يقل هاديا ومبشرا
للمؤمنين
وخصهم بالذكر
لأنهم هم المنتفعين به

الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون
وصف المؤمنين بثلاث صفات
إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة واليقين بالآخرة

يقيمون (فعل مضارع) لبيان المواظبة
بتعديل أركانها والحفاظ عنها والخشوع فيها

يؤتون (فعل مضارع) لبيان المداومة
يعطون الأموال لمستحقيها

ولم يقل (ويوقنون بالآخرة)
بل غير اللفظ فقال (وهم بالآخرة يوقنون)
فالجملة اسمية
في حين أن الجملة قبلها فعلية
والجملة الأسمية أشد تأكيدا من الجملة الفعلية
فكأنه لولا ذلك اليقين بالآخرة
لما حافظوا على الصلاة
وواظبوا على الزكاة

وقال بالضمير (هم) ليؤكد على تلك الملة والزمرة
اللهم اجعلنا منهم بقدرتك ورحمتك
اللهم آمين

[رند الناصري]

(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ)

جاء بذكر الآخرين فقال .. إن الذين لايؤمنون بالآخرة
لايعتقدون بالبعث
وينكرون القيامة

زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون.. أي أعمال ؟
أهي الأعمال الحسنة فزينها بأن لهم أجر
أم زين لهم أعمالهم السيئة فرآوها معروفا وهي من المنكر
وجعلها محبوبة لهم ليزدادوا إثما

فهم يعمهون.. والعمه هو عمى البصيرة
فهم متحيرون
لايميزون بين الحق والباطل
بين القبيح والحسن

[رند الناصري]

(أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ)

أولئك الذين لهم سوء العذاب.. بالأسر بالقتل في الدنيا

وهم في الآخرة هم الأخسرون.. أكد بالضمير (هم)
لتأكيد أن خسارتهم بالآخرة لم تحدث لأحد
وهم أخسر الناس على الإطلاق

[رند الناصري]

(وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)

وإنك لتلقى القرآن ... أكد الخبر بتأكيدين
إنّ والللام في (تلقى)
وكأنها قسم
وإنك يا محمد (صلى الله عليه وسلم)
لتتلقى القرآن من الله

من لدن حكيم عليم .. من عند حكيم بتدبير خلقه
عليم بمصالحهم وما يسعدهم
والصفتان كأنهما بساط وتمهيد
لما سوف يقص على الحبيب المصطفى
من قصص في هذه السورة
تدل على واسع حكمة الله ودقيق علمه

[رند الناصري]

(إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)

إذ قال موسى لأهله .. (إذ) أي اذكر
ولم يكن مع موسى سوى امرأته
لكنه قال (لأهله) وكأنها جمع

إني آنست نارا .. آنس الشيء يعني أبصره أو علمه
رأى نارا عظيمة عن بعد

سآتيكم منها بخبر .. السين تفيد معنى الوعد
يُفهم منها أيضا بعد المسافة بينه وبين النار
منها بخبر
إذن فقد ضل الطريق
وإلا لماذا يأت بالخبر

أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون.. إذن فقد كان الجو شديد البرودة
ومحتاج نار للتدفئة
فكأنه يقول
إن لم آت بالخبر والشهاب
فعلى الأقل بواحد منهما
والشهاب هو كل أبيض ذي نور
أما القبس فهو الشيء المأخوذ
فشهاب قبس أي عود مشعولة بنار

لعلكم تصطلون.. لعلكم تستدفئون
لأن اصطلى تعني جاء قريب النار

[رند الناصري]

(فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

فلما جاءها نودي .. لما ذهب إلى النار
فهل كانت نارا أم نورا
أم نار ونور معا
فلما وصلها ناداه ربه
وحيّاه
كما حيت الملائكة إبراهيم عليه السلام
حين قالت له (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد)

أن بورك من في النار ومن حولها.. قال له الله
بورك من في النار (وهو موسى)
ومن حولها (الملائكة)

وسبحان الله رب العالمين .. قال بعضهم من تتمة النداء
وقال بعض العلماء إنها من قول موسى
لكن الأرجح أنها من تتمة النداء
حين نزه الله نفسه عن السوء
وعن مشابهة الحوادث
وخبر لموسى بالتنزيه
لئلا يتوهم المشاكلة أو المشابهة او التحديد عند سماع الكلام
وكأنه الله يقول له: ليس كمثلي شيء
فإن سمعت كلامي
فما تسمع يخالف كلام البشر

والبركة هنا
هي التكليم لموسى
والاختيار
والنبوة
وكأن القادم من الأحداث
سوف تعم بركته الآفاق
وسبحان الله رب العالمين

[رند الناصري]

(يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

يا موسى إنه .. (الهاء) في إنه هي هاء الشأن

أنا الله .. جملة مفسرة موجزة رفيعة عظيمة

العزيز الحكيم .. صفتان تمهدان
لما هو آت
لما سوف يقع
لما سوف يراه موسى
من الله القادر الذي يأتي بما يفوق الأوهام
وبما يفوق كل القدرات البشرية
وفعله كله حكمة

العزيز الغالب على أمره
الحكيم في تدبيره

[رند الناصري]

(وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)

وألق عصاك .. أمره الله بإلقاء العصى

فلما رآها تهتز كانها جان .. والكلام فيه اختصار
وفيه حذف
أي ألقى موسى العصا
فانقلبت إلى حية
فلما رآها تهتز
كأنها جان .. والجان هي الحية الصغيرة
سريعة الحركة

والعصا بالواقع انقلبت إلى ثعبان عظيم
لكنها في سرعة حركتها
كأنها حية صغيرة سريعة

ولى مدبرا ولم يعقب... جرى موسى مسرعا
لحقه ما يلحق الخلق من خوف
لأنه بشر
صلوات ربي وسلامه عليه
فلم يكن متوقعا ما رآه
وهذه المعجزة كان لابد منها
لأنها تخصه
ولأنها دليل صدقه أمام فرعون الحاكم

ويجب على النبي رؤية المعجزة في خلوة
قبل أن تظهر للعيان
كي لايعتريه الخوف أمام الناس

يا موسى لا تخف .. نداء ثاني
يا موسى لا تخف من ثعبان
بل لا تخف مطلقا

إني لايخاف لدي المرسلون.. فالآية فيها أمانوفيها بشرى بالرسالة
فكيف تخاف وأنت رسول
وموسى لم يكن يعلم قبل هذا
إنه مصطفى

إذن فقد خوطب بالتحية
وبورك له وفيه وعليه وحوله
وعلم بالاصطفاء للرسالة

[رند الناصري]

(إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

إلا من ظلم .. (إلا) هنا استثناء
أي لكن من ظلم نفسه
فمن حقه أن يخاف
فإن تاب وأناب
غفرتُ له

أو إلا من ظلم من المرسلين (قبل نبوته)
والكلام تعريض
فكأنه يقول أنت قتلت القبطي وإن كان دون قصد

ثم بدل حسنا بعد سوء .. أتبع السيئة الحسنة

فإني غفور رحيم .. وإني قد غفرتها لك

[رند الناصري]

(وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)

وادخل يدك في جيبك .. الجيب هو فتحة القميص

تخرج بيضاء من غير سوء.. أي أدخلها ثم أخرجها
فإن أخرجتها
تخرج بيضاء اللون مزهرة
مضيئة كضوء الشمس
من غير سوء .. من غير نقص أو آفة

في تسع آيات إلى فرعون وقومه.. أي من ضمن معجزات تسع
الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا

إنهم كانوا قوما فاسقين .. تعليل للاصطفاء
أي ارسل الله موسى لفرعون وقومه
لأنهم كانوا خارجين عن الطاعة

[رند الناصري]

(فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)

فلما جاءتهم آياتنا مبصرة .. فلما جاءت المعجزات مبصرة
فهل المعجزة تبصر
فهي تُبصَر
ولا تبصُر

لكن لأنها تهدي إلى الله
أو لأنها شديدة الوضوح على صدق موسى
فكأنها تبصر نفسها
فكيف لايبصرها غيرها
سبحان المعز

قالوا هذا سحر مبين ... قالوا هذا سحر واضح
شديد يدركه كل ذي عقل
ويا ترى
هل اعتقدوا ذلك
هل صدقوا كلامهم
أم أنها السخرية الإعلامية
وضجة المعلقين
وياترى
هل شكوا في المعجزة
لا
هل تيقنوا من صدق موسى
نعم
إذن لماذا لم يؤمنوا

[رند الناصري]

(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ)

وجحدوا بها .. إذن هذا هو السبب
هم يعرفون ان موسى صادق
ويعرفون أنها معجزة
لكنه الجحود
وجحد الشيء
أي أنكره مع علمه بحقيقته
وهذا معنى الجاحد

واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا.. فحال هؤلاء الرائين لمعجزات موسى
كان اليقين الكامل أنه الصدق والحق
فلماذا جحدوا
جحدوا ظلما للمعجزات لأنهم أنزلوها من الرفعة إلى السحر
وجحدوا ظلما لأنفسهم فرغم يقينهم كفروا
وجحدوا علوا واستكبارا في الأرض وعنادا

فانظر كيف كان عاقبة المفسدين.. فاسمعوا يا مشركي مكة
الكلام موجه لكم
أنتم تعرفون أن محمدا لصادق
وتعرفون أنه أمين
وتعرفون أن القرآن معجزة
وتعرفون ما حدث لفرعون
فماذا تنتظرون
فأما نصرا وشهادة
وأما هلاك وإبادة

[رند الناصري]

(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)

ولقد آتينا داود وسليمان علما.. قصة ثانية
قصة داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام
والكلام عن العلم
والعلم هنا علم بالآخرة
علم بأمور الدين
وعلم بالله وهو أشرف العلوم
لأن شرف العلم من شرف المعلوم

وقالا.. (الواو) عاطفة
فعلى أي شيء عاطفة
فكأن الواو تعطف على شيء
وعليك انت أن تقدر بفهمك

بمعنى
كأنهما حين آتاهما الله علما
لم يكتفيا بالعلم
بل عملا به
ثم قالا كذا وكذا

الحمد لله الذي فضلنا.. فالآية تدل على شرف العلم
وعظيم فضل الله على هبة العلم

وقد كان لداود 19 من الابناء
ولم يرث العلم والنبوة
إلا سليمان

على كثير من عباده المؤمنين.. فما هو هذا العلم
هل هو محدود
مخصوص
هذا ما سنعرفه لاحقا

[رند الناصري]

(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)

وورث سليمان داود .. قال العلماء
كان سليمان أعظم ملكا من أبيه
لكن كان داود أكثر عبادة من سليمان

وبعد أن ورث سليمان الملك
جمع الرعية
وما أدراك ما رعية سليمان
وكأنها خطبة العرش

وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير... ما معنى المنطق
وما الفرق بين القول والمنطق

وكمثال للتوضيح والإجابة
أتاك رجل أخبرك معلومة
المعلومة كانت قولا باللسان
لكن المقصد من المعلومة كان في قلبه
فأنت سمعت القول
لكن لم تعرف المقصد
هذا المقصد يسمى المنطق

بعبارة أخرى
المنطق هو ما في الضمير
ويمكن أن يُفهم عن المقابل من غير كلام
كمقالة الأخرس مثلا
فمن نظرة إلى وجهه ستعرف ما به

وعليه
فصوت الطائر هو قول
أما منطق الطائر فهو ما في ضمير الطائر

علمنا منطق الطير .. فهل كان سليمان يعلم منطق الطير فقط
قيل بل منطق الطير والوحوش والحيوانات والجبال (لدواد أبيه)
لكن خص الطير بالذكر
لأن الحيوانات والوحوش صوتها متميز
فإذا سمعت اسد وأسد فالزئير نفسه
وصهيل الخيول نفسه

لكن الطير متعدد وكثير
واصواته ليست متشابهة
بل فيها نغمات
حتى في النوع الواحد
فكيف كان سليمان يميز منطق طير عن آخر
أوليس هذا من العجب

وأوتينا من كل شيء .. لاحظ أنه لم يفتخر كما هي عادة الناس
بل قال أوتينا
فهو يعترف بأن المنعم هو الله

إن هذا لهو الفضل المبين .. فالفضل فضل الله
مبين لأن يشهده الحاضر ويسمع به الغائب
لعظيم شأنه وعجوبة حاله