صحيح مسلم ج: 4 ص: 2221
ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء ثم الله ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاءوا الشام خرج
أيها الأخوة رأينا كيف تصرف المسلمين عندما سمعوا بخروج الدجال في ذراريهم ,
تركوا كل شيء و أقبلوا على ديارهم و أرسلوا فرقة استطلاع تعاين الأمر عن كثب
و في حديث لأبي هريرة يقول في نهايته و لو كنت فيهم لم تركت لان الصوت باطل
و الصحيح أنه لو كان فيهم رجل واحد لديه علم بأحاديث الملاحم لما فزعوا هذا الفزع و لما عادوا و الخوف يملأ قلوبهم على الذراري كيف و اقلنا علما اليوم يعلم هذا الحديث و سيدرك أن هذا الصوت هو صوت شيطان
مجمع الزوائد ج: 7 ص: 351
وقد روى الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر
أخوتي في الله لو استعرضنا جميع النبوءات لوجدنا أن أصحابها يعيشون في جهل تام بحقيقة حدوثها و لو فصلنا في الحديث عنها لطال بنا المقال و لكن لا بأس من استعراض بعضها
هل كان الخليفة القرشي يدرك عاقبة إخراج أهل اليمن من بيت المقدس و هل كان يعلم أن النهاية ستكون فناء أهل بيته ( قريش ) و قتله و سلب الحكم منه بالطبع لا
هل كان السفياني أو الجبار الذي أرسل جيشا لقتل المهدي يدرك أن جيشه هذا سيخسف به الأرض
و هل كان عناصر هذا الجيش يدركون مصيرهم المحتوم
قد يقول قائل لربما لم يعلم السفياني بأنه هو السفياني المشار إليه بالأحاديث فأقول له
هل بعد أن يخسف الله بجيشه قرب المدينة شك في أنه المقصود بهذه النصوص فهل كان يدرك
أن المهدي سيقتله و أخواله قبيلة كلب كما في الحديث الذي أخرجه الحاكم و غيره
أحداث كثيرة تشير إلى أن علم الفتن قد سلبه الله من العباد و هذا لحكمة يعلمها الله و قد نكون الآن قد أدركنا بعض مغازيها , فكما قلنا يصعب على ابن آدم العمل في ظروف يحس بأنه مجبرا فيها أو أنه يعمل في أحداث معلومة النهاية , و بالتالي ستكون أعماله انعكاس لتلك النبوءات و ليس تعبر حقيقتا عن طبيعته الداخلية كطالب مدرسة تسربت له أسئلة الامتحان فأستعد لها
و خذ أخي هذا المثال
لو قدر لقائد ما أن يعلم بعض التفاصيل المستقبلية لحياته كمكان و سبب وفاته و الذي سيكون في قتال سيقع بين فئتين أحداهما ظالمة و الثانية على الهدى
هذا الرجل سيعمل جاهدا ليكون في الفئة التي على الهدى فهو يعلم أن أجله قد دنا و هو يعلم أي الفرق على الهدى ,, أي أن هذا الرجل قد زال من تفكيره غريزة التشبث بالدنيا و التي من خلالها يتلاعب بنا الشيطان بابن آدم
قد يقول قائل أن الله قادر على أن يبعثه بالفرقة التي يستحق أن يكون فيها رغم معرفته بكلاهما
نعم هذا حق و لكن ستختل النواميس و تضطرب
فالله في كتابه العزيز يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
)إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان:34)
إذن أن تعرف العصابة التي يرسلها المهدي لمساعدة الروم و التي تقتل في المكان الذي يتنازع فيه المسلمون و الروم على الصليب أمر لا يجوز و لا يجوز أن تعلم الشرط الأربع الذي يرسلها المهدي لملاقاة جيش الروم بأنها ستستشهد كلها ,, و هذا ينطبق على السفياني و غيره
و تلاحظون أن النصوص النبوية التي بين أيدينا لم تفصل الكثير من أعمال المهدي الأول و ربما لأن بعضنا قد يدرك زمانه و حتى تقدير وفاته جاءت بنصوص مختلفة فقد جاء في بعضها بأنه سيحكم سبعة ثم يموت و جاء في بعضها الأخر أنه سيحكم ثمانية ثم يموت و جاء في غيرها أنه سيحكم تسعة
بهذا القدر ينتهي كتاب البداية لزمن فتنة النهاية
فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان
اللهم أجعله أجرا لي و لا تجعله وزرا أحمله يوم ألقاك
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,,,,,,,,,,,,,, انتهــــى