السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الحديد : 17]
ما معنى أن الله سبحانه يحيي الأرض بعد موتها؟
وما معنى أن تنبت الأرض في زمن المهدي على عهد آدم عليه السلام؟
وما معنى أن تأكل العصابة من الناس الرمانة ويستظلون بقحفها؟!
وما معنى أن تَعظُم الأمة في ذاك الزمن وأن يتمنى الأحياء الأموات؟
قبل ذلك لابد من فهم طبيعة المرحلة المقبلين عليها وما يتم التحضير له من قبل الدجال وأعوانه
يخرج المهدي في فتن وزلازل واختلاف بين الناس ولا يخرج إلا بعد أن يُقتل ثلث البشر ويموت ثلث ويبقى ثلث وهناك الكثير من العلامات التي تدل على قرب خروجه كالفتنة الشرقية والغربية "نحن في نهاية الشامية" والنجم ذو الذنب وأن يموت خليفة "سلمان" ويختلف الأمراء بعده
والنجم ذو الذنب هو نجم يتقلب في الأفاق وقبله تكون آية الدخان وهي آية من عند الله سبحانه وليست بفعل انفجار نووي أو كيماوي أو ما شابه ذلك بل "آية" معجزة قاهره لا يستطيع أحد أبدا مهما بلغ علمه أن يجد لها تفسيرا إلا بالإذعان لها ولله القوي العزيز ودليل ذلك أن هذا الدخان سيصيب المؤمن منه كالزكام والكافر يخرج من أذنيه ومنخره ودبره وهي آية عذاب أليم فاصلة بين الكفر والإيمان بقدرته سبحانه وحده كعصا موسى التي أبطلت كيد السحرة وسحرهم العظيم فخروا ساجدين لعلمهم أن هذا يستحيل أن يكون سحرا بل هو آية من لدن حكيم خبير.
الشمس نجم والنجم ذو الذنب مثلها وبقربه من الأرض سيؤدي بجاذبيته إلى أن يعطل دوارنها ويبطئ حركتها "إذا سلمنا بكروية الأرض" حتى يصير عند بعض الناس ليل سرمدي وعند بعضهم نهار سرمدي وفي حال الأرض المسطحة الثابتة سيكون ثبات هذا النجم في الأفق وتأثير جاذبيته على ما حوله من الأفلاك أيضا سببا كافيا لليل السرمدي والنهار السرمدي حتى يتحرك ويصرفه الله سبحانه.
في نصوص أهل الكتاب وبعض الرؤى تحدثت عن أن عذاب أقوام وفناء دول سيكون بفعل شهب ونيازك يقذفها هذا النجم وعلى رأسهم أمريكا ستمحى تماما ولن تبقى لها باقية وزوالها أيضا من علامة خروج المهدي.
يصيب الناس في تلك الأيام جوع وبلاء شديدين وقبل أن يبايع المهدي تستحل العرب الحرم وتقتتل القبائل بعد الهدة "التي تكون بفعل الشهب والنيازك التي يلقيها النجم على الأرض" ويكون هلاك العرب حينها فلا يبقى إلا القليل
يفرج الله جل ذكره الفتن بالمهدي ويسير للملاحم ويفتح الله على يديه البلاد والأمصار ويدخل الناس في دين الله أفواجا ثم تحصل ردة بخروج الدجال
فتنة الدجال الرئيسية بعد ادعاء الألوهية هي الطعام والشراب ولذلك ومن ارهاصات خروجه أن تحبس السماء والأرض مطرها ونباتها كله والناس حينها في جوع وضيق فيأتي الدجال ليمطر السماء وينبت الأرض ويطعم ويسقي فيتبعه أقوام على ذلك مع علمهم بكفره وهؤلاء ينالهم غضب الله وانتقامه.
ورد في مُصنف ابن أبي شيبة، كتاب الفتن حديثًا مُرسلًا عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَيَصْحَبَنَّ الدَّجَّالَ قَوْمٌ يَقُولُونَ إِنَّا لَنَصْحَبُهُ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَّابٌ -وفي رواية: كافر-, وَلَكِنَّا إِنَّمَا نَصْحَبُهُ لِنَأْكُلَ مِنَ الطَّعَامِ وَنَرْعَى مِنَ الشَّجَرِ! وَإِذَا نَزَلَ غَضَبُ اللَّهِ نَزَلَ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ).
والذي يجري حاليا من حرائق للغابات وتغير المناخ وقلة الموارد الغذائية وغلاء الأسعار والأزمات الإقتصادية كلها أمور منذرة وممهدة ومفتعلة بنفس الوقت من أعوان الدجال للتحضير لخروجه.
مالحل؟
الفرار والنأي عنه إلى الجبال وإن كانت لك إبل أو غنم أو أرض فالحق بهم وإن كنت في الشام فالزم جماعة المسلمين وإمامهم المهدي حتى ينزل عيسى عليه السلام ويقتل الدجال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال و مواقع القطر يفر بدينه من الفتن.
وعن أم شريك قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا بالجبال " قالت أم شريك : قلت : يا رسول الله فأين العرب يومئذ ؟ قال : " هم قليل "
وطعام الناس يومئذ طعام الملائكة من تحميد وتسبيح وتهليل ويجري منهم مجرى الطعام كما في الحديث وهذه مسألة يقين وإيمان تام خالص وهمة عالية فمن فعلها موقنا بها كفاه الله جل ذكره وجعل فيها طعامه وشرابه ومن شك وفتر فلا يلومن إلا نفسه فالله سبحانه يريد أن يمحص الناس ليميزهم وليعلم الصادق من الكاذب ومن توكل على الله فهو حسبه.
الأيام تلك أيام آيات وغيبيات لا يكون للمؤمن حظ منها إلا بالتسليم لإرادة الله سبحانه والإقرار بقدرته على كل شيء
فأهل الإلحاد والكفر والماديات المنكرين لوجود الخالق بدعوة احكام العقل والمنطق سيخرق سبحانه عقولهم المريضة الفاسدة بآيات فوق علمهم وقدرتهم منها:
الدخان والنجم ذو الذنب
والمسخ والقذف والخسف
كلام الحجر والشجر
طعام الملائكة
كلام السباع للإنس وفخذ الرجل وشراك نعله وعذبة سوطه وغيرها الكثير لا يعلمها إلا الله
وليسعفهم حينها جهابذتهم وعباقرتهم ويفسروا هذه الآيات بعلومهم إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا!
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت : 53]
مرحلة المهدي وعيسى عليه السلام فيها ما يلي:
صلوا على من أُعطي جوامع الكَلِم
خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا وبالأمتار حوالي 30 مترا والعرض حوالي الأربعة أمتار وهكذا سيكون أهل الجنة ومن يدخلها من البشر
هذا الحجم يلزمه أن يكون ما حوله من الشجر والنبات والثمر متناسبا معه فحبة الرمان التي تاكلها العصابة من الناس في زمن المهدي ويستظلون بقحفها سيكون طولها وعرضها بالحساب والقياس على طول آدم حوالي 5×5 أمتار وكذلك اللقحة من الإبل التي تكفي الفئام من الناس واللحقة من البقر التي تكفي القبيلة واللحقة من الغنم التي تكفي الفخذ من الناس ويجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم!
وسيكون هذا الزمن العجيب الذي سَيَدرُّ الله فيه البركة في الأرض ويغسلها بقطره ويحيها بعد موتها بعد ما أصابها من خراب وفساد وحروب نووية وغيرها زمانا تَعظُم فيه الأمة ويَعظُم عددها للوفرة والخصب والأمن الذي تعيش فيه فالرجال حينها قليل ويكون ل50 امرأة القَيّمُ الواحد كما في الحديث فتأمل!
ذكر في الأحاديث أن الأرض حينها ستخرج أفلاذ أكبادها كأمثال الإسطوانة من الذهب والفضة ويفيض المال ويعطي المهدي المال صحاحا بالسَّوية لكن لا يقوم له إلا رجل واحد! ذلك أن الناس بعدما رأت من الآيات والإبتلاءات علمت يقينا حقيقة هذه الدنيا وأنها ممر والأخرة هي المقر فتزهد وتقبل على ربها ترجوا ما عنده وتسأله حسن الختام فالقيامة أزفت وشارفت وسجدة المرء لله خير له من الدنيا وما عليها كما في الحديث
في ذاك الزمن ستنعم الأمة نعمة لم تنعمها قط فالمهدي سيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ويهلك الله سبحانه في زمنه الملل كلها فلا يعبد إلا الله وتكون الكلمة واحدة في الأرض (حدث لم يكن من بعد عهد آدم عليه السلام وظهور الكفر والشرك فالأنبياء بعثوا إلى أقوامهم خاصة وبظهور المهدي سيدخل الله الإسلام كل مكان بعز عزيز أو بذل ذليل)
ومن بركات وأعاجيب ذاك الزمن أن فيه عيسى عليه السلام الذي أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى وذكر أنه سيحيي الحواريين ويبلغهم بدرجاتهم في الجنة!
وذكر ايضا أن الله يمطر السماء مطرا لا يبقى معه عاهة وتذهب معه كل الأمراض والأسقام وفي الحديث
"ترفع الشحناء و التباغض و تنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره و تضر الوليدة الأسد فلا يضرها و يكون الذئب في الغنم كأنه كلبها و تملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء و تكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله و تضع الحرب أوزارها و تسلب قريش ملكها و تكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم يجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم و يكون الثور بكذا و كذا من المال و يكون الفرس بالدريهمات ( قالوا : يا رسول الله و ما يرخص الفرس ؟ قال : لا تركب لحرب أبدا قيل : فما يغلي الثور قال : تحرث الأرض كلها ) "
هذا الزمن سيتمنى فيه الأحياء الأموات ونهايته نسمة طيبة تأخذ أرواح المؤمنين...
أخيرا أخي المؤمن
اعلم أن أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء فشكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر فكان خيرا له فإن أدركت ذاك الزمن فطوبى لك وكن من الشاكرين الزاهدين وإن قُبضت قبله فاحرص على أن تموت على الإسلام وعض بالنواجذ عليه وفر بدينك ما استطعت من الفتن.
أسأل الله لي ولكم العون والتثبيت...
والحمدلله رب العالمين.