(الصحابة رضوان الله عليهم وكراهيتهم للكِبر وتجنبهم له)
كان الصحابة رضوان الله عليهم بتجنبون الكِبر قدر المستطاع.
• فمثلا التقى "عبد الله بن عمرو بن العاص" و"عبد الله بن عمر" على المروة، فلما انفصلا شوهد عبد الله بن عمر يبكي، قالوا له لم تبكي؟ قال إن هذا أي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فهذا بن عمر يبكى من الكبر خوفا على نفسه من هذا.
• وعبد الله بن سلام الذى شهد له النبى عليه الصلاة والسلام أنه سلك طريق أصحاب اليمين وأنه على العروة الوثقى وأنه يموت على الإسلام أى أنه فى الجنة، لكن لم يدفعه ذلك يوماً إلى الكبر، وقد كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم غنيا وكان له أعبُد كثير، فكان إذا دخل السوق يحمل متاعه بنفسه فيقال له يرحمك الله عندك أعبد كثيرون، يعني أي واحد يكفيك مؤنة هذا الحمل كعادة الكبراء مع الخدم فيقول :" إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة من كان في قلبة مثقال ذرة من كبر"
• وقديما عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما صعد المنبر ذات يوم وقال "إنما كنت أرعى غنمات بني فلان على قراريط" وبكى ثم نزل فقال له عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه" ما زدت على أن أذريت بنفسك ونزلت"، فقال له عمر "إن نفسي حدثتني بالخلافة فأردت أن أؤدبها" يعني نفسه قالت له أنت أمير المؤمنين وإشارة من إصبعك لفلان يُقتل وفلان يُسجن وفلان يحصل له كذا فلا راد لقولك فأراد أن يؤدبها، أن يرجع بنفسه إلى الزمان الأول أنه كان يرعى الغنمات على قراريط حتى يعلي من قتل الكبر بشكل كامل، رضي الله عنه.
•• فأنا أريد أن أقول إن كل واحد فينا يعرف عيبه ويدرك علته، إذا كان مما ينجيك من الكبر أن تفعل مثلما فعل عبد الله بن سلام افعل، لأن الحديث خطير، "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، في ناس ليس فقط عندها مثقال ذرة بل الكبر واضح للعيان ، واضح من تصرفاتهم من قولهم وهم يتكلمون ومع ذلك لا يلتفت إلى علته إذا كان ينجيك من علتك أن تفعل مثلما فعل عبد الله بن سلام لا تستنكف أن تفعل مثل هذا.
_الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله