اخواني الكرام , اليكم هذه الملاحظات .
1 - الفتن تأتي من المشرق , وقرن ( او قرنا ) الشيطان يطلعان من المشرق , والرايات السود كذلك , وهذه إشارة على ان طلوع تلك الرايات فتنة من الفتن.
2 - معنى الرايات السود : هو إشارة الى رايات ظلام وظلم ورايات عمية , لأن الظلام ومنه الظلم أسود , والعمى كذلك اسود , وليس فيها إشارة الى ان لون الرايات سوداء . وعليه لربما ان الرايات السود هي كل راية ظالمة سواء لحكومة ما او حزب ما او ميليشية ما .
3 - وردت احاديث اخرى حسنة تصف ان الرايات السود تطالب بالعدل فلا يُعطونها العدل , ثم تقاتل حتى تظهر اي تَغلب , فيُطلب منها العدل فلا تُعطيه .
4 - ورد حديث اُتهم فيه راويه - بلا سبب وجيه - بالتناقض . ان الرايات السود اولها فتنة واوسطها هرج واخرها ضلال ( وفي لفظ كفر ) . واظن ان الفتنة تكون اولا , فلما تشتد تُصبح هرجا , فلما يظهر المهدي , ستصبح كفرا وضلالا , لأنها ستُحاربه .
5 - ثم تطلع من المشرق رايات سود , فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم . لا يستقيم ان جملة يقتلونكم تعود الى الثلاثة , لكون ذلك لو صح لقال فيقتلكم الثلاثة قتلا لم يقتله قوم , فهذا افصح وأكثر بيانا , وأقرب الى سياق الكلام , لكن من المعلوم ان طلوع رايات سود يعني قتالا , ولا يعني انها خرجت في نزهة , وهذا ما يؤكده حديث حسن اخر ( عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ) حول ان الرايات السود تخوض الخيل الدماء ( كثر سفك الدماء كما هو الحال الآن مثلا ) عندما تطلع من المشرق , وقوله فيظهرون.
6 - اجد ان احاديث الرايات السود التي فيها ان المهدي فيها ( حديث ثوبان رضي الله ) هو مقلوب , الحديث الصحيح لم يذكر فيه ان المهدي ياتي فيها وانما هنالك شيء لم يحفظه ثوبان رضي الله عنه وان الرايات السود تقتلكم قتلا لم يقتل قوم , وحول حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه , فالرواية التي ضعفها اهل الحديث هي التي تزعم ان تلك الرايات ستدفع الحكم الى المهدي , واما سند الرواية الحسن فليس فيه ذلك وانما فيه انهم بعد ان يظهروا يُطلب منهم العدل فلا يُعطونه , وهو تماما مثال على خلافة الملك على غير منهاج النبوة ( مثل العاض والجبري ) , وهي كل من يُقاتل تحت شعارات براقة ورنانة ثم اذا استحوذ على السلطة كان اسوء ممن قبله , وهذا حال جميع الانظمة الحاكمة في الدول العربية حاليا . وكذلك حال الاحزاب والميليشيات التي ترفع شعارات رنانة فما ان تتمكن حتى تبدأ بالظلم .
هذا والله أعلم .